(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
تخرج السيدة سوزانه سورنسن ما لديها من فائض أغراض في منزلها لترتبه أمام الرصيف وفي فناء حديقة المنزل. ثم تضعها على طاولات بشكل أنيق. تساعدها أختها إيما منذ الصباح الباكر، إيذانا ببدء موسم سوق محلي في الحي الذي تصطف على جانبيه منازل من طراز معماري مختلف. قبل أسبوع من افتتاح السوق يتوزع الجيران مهام الإعلان عن هذا السوق في تعليق قصاصات ورقية في المتاجر المحلية وعند مواقف الحافلات القريبة. فمع بدء موسم الصيف ينطلق الدنماركيون في “تهوية” بيوتهم والتخفيف مما تحتويه من أدوات وأثاث وكل ما يخطر على بال.
اختيار اسم “سوق البراغيث” لا يعني أن المعروض قديم ومتآكل. فبالنسبة للسيدة سوزانه “الأمر يتعلق بثقافة وتقليد تدوير الاستخدام. فقد أملك أدوات مطبخ لا أريد أن ألقي بها إلى القمامة لأنها جديدة وصالحة”. وتضيف سوزانه، “هذا ينطبق أيضاً على الطاولة والكنبات وأية ملابس وأغراض أخرى نرى بأنه يمكن ان يستفيد منها الجيران القريبون والبعيدون من قرى أخرى. فنقوم بعملية مبادلة، المفاصلة هنا أمر طبيعي جداً… الشاري والبائع يظهران مهارة في التسعيرة”.
يقف مورتن يحتسي القهوة مع عائلته ويرتب معروضاته، وهو جار في الحي الذي تمتد على جانبيه طاولات، وفي فناء المنازل تعلق تحت الخيم ملابس، وكتب، وبورسلان، وكاميرات، واسطوانات موسيقية، ولوحات فنية، وأدوات مطبخ، وقطع إلكترونية، وشاشات، وألعاب أطفال. يتفنن مورتن في مبادلة سريعة مع جارته سوزانه: “هل تنقصك هذه الشواية في حديقتك؟ ما رأيك بجزازة العشب هذه؟ استخدمتها فقط سنتين وهي صالحة جداً”. بعد تفكير قصير يضرب الكف بالكف كعلامة على المقايضة… يحصل هو بموجبها على طاولة وعدد من الكراسي المجدلة من الخيزران بلون أسود لحديقته… يهرع بعض الفتية والأبناء للمساعدة بنقل ما جرى تبادله بين الجيران.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
في سوق الحي هذا بإحدى المدن الدنماركية الصغيرة يرى الصغار فرصتهم أيضاً. فهؤلاء الذين لديهم فائض ألعاب، بأنواع مختلفة، يرونها فرصة لبيع ما يدر عليهم بعض المال القليل “استعدادا للإجازة الصيفية مع أهلي، وقالت أمي بأن ما نبيعه سنترك نقوده معنا… ونخصم منه 20 بالمئة لدعم تلقيح الأطفال في تنزانيا”، تشرح مايا، 12 سنة، وهي تعرض مع أخويها الصغيرين ألعاباً وصابوناً صنع في المنزل وبعض السكاكر العضوية. يشرح الأب “كاسبر” ما يجري “هذا سوق فيه أيضاً أعمال خيرية، نحن نتفق على أن يكون 50 بالمئة من الريع لمشروع ما وهذا العام هو لتأمين لقاح للأطفال في تنزانيا، لهذا يتحمس الأطفال للوقوف خلف الطاولة لبيع ما يعرضون، وبعضهم يخرج كتبا وأفلاما حديثة من فرط حماسته لأنه يتشجع حين يعلم أن ما يُدخله سيذهب لأطفال آخرين… نخصم فقط 20 بالمئة من الأطفال، بينما نحن الكبار نضع 50 بالمئة للمشروع”.
هذا التقليد الدنماركي ينتقل بين القرى والمدن المتوسطة، باعتبار أن أسواق المستعمل التي تقام في المدن الكبيرة لا تعطي الجميع فرصة نقل ما لديهم.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});